responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 494
(ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) على أن الإسناد غريب، وفيه بعض الضعفاء، وفيه بعد هذا ما علمت [1].

[شرح الآيات]
وبعد أن أوضح القرآن الكريم فساد عمل هؤلاء المنافقين، أرشد المؤمنين إلى ما يجب أن تكون عليه النجوى فيما بينهم، وأن ذلك لا يكون إلا البرّ والتقوى ليس الإثم والعدوان ومعصية الرسول، فإن المؤمن طاهر القلب، كريم النفس، لا يصدر عنه إلا الخير، ولا يدور بخلده إلا الخير، فهو محفوظ القلب، محفوظ اللّب، محفوظ السرّ من خطرات الشياطين ولمّة المفسدين. ولهذا قال تبارك وتعالى بعد ذلك: (إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ) وإنما يراد بذلك: النجوى الكاذبة الخاطئة كنجوى المنافقين، وإنما يريد الشيطان بذلك أن يؤلم المؤمن ويحزن نفسه، وليس فى ذلك ما يضيره أبدا، فإن الأمور كلها بيد الله، والمؤمن أعرف الناس بالله، فهو متوكل على ربه، راض بقضائه، وعلى الله فليتوكل المؤمنون.
وهنا أدب عال من آداب الإسلام التى يرشد إليها أبناءه، ذلك هو: مراعاة شعور غيرك، والمحافظة على إحساسه، بحيث لا تأتى بعمل يتألم منه غيرك، وفى ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما، فإن ذلك يحزنه" أخرجاه من طريق الأعمش [2].
ومثل ذلك: أن يتكلم الاثنان أمام الثالث بلغة يجهلها، فإن ذلك يحزنه كذلك، إلا أن يستأذناه، فانظر إلى أى حدّ راعى الإسلام الرّقة فى المجاملة، وفى المحافظة على حقوق الآخرين.

[1] لم يذكر الإمام البنا من الروايات التى ذكرها ما ينص على أن كلام اليهود هو السبب فى نزول الآيات، وفاته أن يذكر رواية مهمة نصت على أن سبب النزول هو قول اليهود للنبى صلى الله عليه وسلم: السام عليك، ونصها:" أتى النبىّ صلى الله عليه وسلم ناس من اليهود، فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم، فقال: وعليكم، قالت عائشة: فقلت:
وعليكم السام والذام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة لا تكونى فاحشة، قالت: فقلت: يا رسول الله أما سمعت ما قالوا، السام عليك، قال: أليس قد رددت عليهم الذى قالوا، قلت: وعليكم». قال ابن نمير:- يعنى فى حديث عائشة-: إن الله عز وجل لا يحب الفحش ولا التفحش وقال ابن نمير فى حديثه: فنزلت هذه الآية:" وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله" حتى فرغ. رواه أحمد (7/ 327) ومسلم (2165) والبيهقى فى" الشعب" (9098) والنسائى فى" الكبرى" (11571) عن عائشة رضي الله عنها.
[2] رواه أحمد (1/ 620، 701، 709، 712) و (2/ 47، 49، 53، 317) والبخارى (6290) ومسلم (2184) وأبو داود (4851) والترمذى (2825) وابن ماجة (3775) وابن حبان (583) و (584) والبيهقى فى" السنن" (10/ 278) وفى" الشعب" (11159) وأبو يعلى (5114) و (5220) و (5255) والطبرانى فى" الأوسط" (1585) و (1744) وفى" الكبير" (10/ 140، 189) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 494
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست